lundi 11 décembre 2023

الثورة التقنية في الحرب البرية القرن التاسع عشر الميلادي

كانت التغييرات الثورية في الحرب المرتبطة  بالثورة الفرنسية ونابليون ذات طبيعة اجتماعية وسياسية وتنظيمية  في حين ؛ كانت التغييرات في التكنولوجيا ثانوية.

 بعد عام 1815 ، وخاصة بداية منتصف القرن التاسع عشر ، كان العكس صحيحًا. عكست التكنولوجيا العسكرية المتغيرة جوانب الثورة الصناعية المبكرة ، وبخاصة تأثير القوة البخارية ، والإنتاج الضخم من خلال نظام المصنع والاكتشافات في علم المعادن والكيمياء والفيزياء.

كانت أولى مخرجات  الثورة الصناعية التي أثرت في الحرب البرية هي: (1) السكك الحديدية البخارية ؛ (2) التلغراف الكهربائي. و (3) البندقية المسدس ذات الإنتاج الضخم.






ساهم التطورين الأولين في التأثير بشكل كبير على الاستراتيجية؛ في حين كان تأثير الاخير منصبا على التكتيكات.[1]



[1] Patterns of war since the eighteen century second edition p 48

كلت القاطرة البخارية أكبر ثورة في النقل البري منذ اختراع العجلة. كما تم بناء السكك الحديدية بسرعة في جميع أنحاء أوروبا في السنوات ما بين  1830  و 40 وأصبح الرجال العسكريون تدريجياً يقدرون إمكاناتهم

 

 . و أصبحت سرعة حشد القوات و الامدادات  و تحرك القوات العسكرية اسرع بخمسة عشرة مرة من السابق و ذلك بفضل  للسكك الحديدية   ، مما وفر كثيرا  من طاقات الرجال والحيوانات في نفس الوقت ة اعتبرت في هذا السياق تميزا لوجيستيا في الحرب و قد لاحض البعض[1] أهميته مبكرا في حرب القرم  اذ اعتبر غياب الربط السككي الروسي في نقل الجنود في الحرب سببا من أسباب الهزيمة , في حين تحولت الى مزية استراتيجية عند الطرف الاخر. و يلاحض أيضا ان مسألة مد السكك الحديدية على طول القارة الاوربية و مستعمراتها في افريقيا و اسيا و غيرها كان له تأثير على قياس الزمن أيضا فاصبحت دقة الوقت تقاس على دقات بانكامات المحطات السككية بدل الوضع السابق الذي تميز بنوع من الفوضى في ضبط التوقيت و لعل هذا كان دافعا الى ازدهار تجارة ساعات الجيب التي انتشرت في البلاد الأوروبية أولا ثم انتشرت الى باقي العالم و لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل اصبح مخططوا الحروب يضعون بعين الاعتبار ساعات وصول و مغادرة القطارات بكل محطة ويرسمون خططهم بناءا عليها و اعتبرت دقة التوقيت و الجاهزية امرا حاسما في نجاح او فشل العمليات العسكرية [2]   و لعلنا نذكر هنا طرفة من باب الاستطراد حدثت زمن الحرب الحرب العضمى  جاء فيها ان سائحا قدم الى المانيا فسأل عن موعد قدوم القطار المتوجه الى احدى البلاد الروسية فاجابه  بتدقيق رهيب ذاكرا الساعة و الدقيقة ليستغرب السائل مستفسرا عن سبب كل هذه الدقة فما كان من عامل القطارات الالماني الا ان اجابه بارتياح شديد نعم اننا في حالة حرب  , لم نتنته القصة هنا  فحين اكمل السائح طريقه الى الباد الروسية ما كان منه الا ان يسأل عامل القطارات الروسي نفس السؤال الروتيني حول موعد قدوم احد القطارات ليجيبه العامل ان موعد القدوم يمكن ان يتأخر عشر دقائق و لربما نصف ساعة او ساعة كاملة و لربما يتعذر مجيئه نهائيا , استغرب السائح عن سبب هذا التلكأ ليجيبه عامل القطارات بكل ثقة و لم الاستغراب يا سيدي السنا في حرب ؟؟؟



[1] The making of modernity p

[2] راجع بحث تايلور في هذه المسألة


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire