mardi 5 mars 2013

النفوذ الإيراني في أفريقيا


كتبها : زكرياء الزوادي



منذ تنصيب الرئيس احمدي نجاد قال في احد الخطابات بنيويورك 2007    لا حدود لتوسيع علاقاتنا مع دول أفريقيا  ومند تنصيبه وإيران تنشط بقوة في تعميق اللاحدود في العلاقات مع أفريقيا  فما هي الأسباب الداعية لذلك وما هي الأسس  التي تتموضع حولها  السياسة الإيرانية في إفريقيا
إفريقيا هدف مهم في السياسة الخارجية لاحمدي نجاد  تدل عليها الزيارات التاريخية باعتبارها سابقة عهدها لعدد من كبار المسؤولين في الهرم السياسي الإيراني بمن فيهم المرشد الأعلى و الرئيس نفسه  حيث صرحو في 2009 انهم مستعدون لمساعدة البلدان الإفريقية والاتحاد في مواجهة ما اسموه بالاضطهاد الغربي  وتعددت الصور التي تعطي  فيها إيران صورة المساعد الاقتصادي المتطلع إلى دور اكبر مستقبلا في علاقاتها الإفريقية .
ايران تهتم بالخصوص بدول وسط إفريقيا خاصة دول القرن الإفريقي التي تعتبر ضمن المخطط الاستراتيحي الشمولي لإيران يطمح الى نشاط سياسي واقتصادي وعسكري  من خلال
1 خلق نفوذ سياسي بالمنطقة
2 تحسين العلاقات الاقتصادية   حيث دعا  نائب وزير الخارجية للشؤون الإفريقية  محمد رضا باقري   القطاع الخاص إلى تكثيف نشاطها  بإفريقيا وعقب وزير الخارجية منوشهر  متكي \ان  الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتكنولوجيتها وتجاربها إلى جانب الثروة الطاقية والمنجمية  بإمكانها خدمة مصالح الطرفين  \
3 سياسة المد الثوري الثورة الإيرانية  أو مايسميه احمدي بالمهمة الثورية العالمية  اذ عبر في خطابه الذي لبقاه بمدينة مشهد غشت 2009 ما نصه \ ان هذا العهد هو عهد بروز الامام المهدي … وعلى جهودنا ان تتكاتف من اجل بناء ايران وابلاغ رسالتنا الثورية الى العالم كله \
global revolutionary mission
4 التواجد الإيراني بالبر والبحر والممرات البحرية الحيوية
5   الاستفادة من الترسانة العسكرية لتحقيق نفوذ سياسي و اقتصادي وإقامة شراكات مع دول إفريقيا في مجال الزراعة و بناء السدود  و محاولة التزويد بالسلاح في مناطق التوتر كالسودان وغزة  واستطاعت  تعزيز  علاقات مع اليمن من خلال  رسو البوارج الحربية في ميناء  عدن  لحماية سفنها من القرصنة  .
و سنركز في هذا المبحث على المد الأيديولوجي الإيراني لأفريقيا و المتمثل في فكرة التشيع و خلق نخبة فكرية بمرجعية شيعية تستطيع من خلالها كسب الكثير في المستقبل على غرار ما كانت تفعله فرنسا من  خلال علاقة الأبوة  بينها و النخبة الإفريقية التي درست في فرنسا وتشبعت بإيديولوجياتها لتخدم مصالحها مستقبلا .    تعود جذور هذا المد الأيديولوجي في إفريقيا إلى  انتصار الثورة الإيرانية الذي يعتبر منعطفا هاما في تصدير ثقافتها الى شعوب العالم بناء على ما أسمته  بالثورة الثقافية و انشات المجلس   الأعلى للثورة الثقافية يضم مجموعة هائلة من المؤسسات  الثقافية و الإعلامية التي تعمل على نشر المذهب الشيعي و التعريف به  في البلاد الإسلامية وغيرها  إضافة إلى ما يقوم به مركز الابحاث العقائدية التابع لمرجعية السستاني  بدور إعلامي هام بالبحث عن المواقع المعادية للشيعة و استقطابها الى الحوار    +    متابعة أهم الصحف والمجلات والمنشورات الناشرة لمواضيع التشيع  في 25 دولة + تنضيم مقالات علمية حول مذهب  آل البيت + انشاء الشبكة العالمية لمركز الأبحاث العقائدية  مختصة بالأبحاث العقائدية و المسائل الخلافية  يزورها الاف الاشخاص يوميا من دول العالم  و يقوم مركز الأبحاث العقائدية بنشر و إرسال كتب  رد الشبهات مجانا في شتى بقاع العالم  وبالتحديد أكثر من 100 دولة في العالم  . ونشير هنا الى دور كل من العنصر اللبناني ممثلا في الجالية اللبنانية في افريقيا و العنصر العراقي ممثلا ف الرحلات العلمية و العنصر الخليجي ممثلا في الدعم المالي و العنصر الكويتي ممثلا في مؤسسة عصر الظهور حيث تقوم بدور هام في نشر رسالة التشيع  بصور متباينة  .  اضافة الى الجهود الداخلية لنشر التشيع من بناء المدارس والمساجد والحسنيات والجامعات  والجهود الخارجية ممثلة الممثلة في استقطاب الطلبة في العالم للدراسة في الجامعات الايرانية  و الحوزات العلمية  كما يشكل موسم الحج فرصة للتواصل ونشر الفكر  من خلال الكتب التبليغية بمختلف اللغات
كل هذه المجهودات كان لها اثر واضح على البلاد الإفريقية منها تعرض مبدا الامن الروحي و وحدة العقيدة لهزات منذ عودة الطلبة الشباب من ايران بفكر جديد  و ما خلفه رد فعل الاهالي من حرق المركز التشيع الرئيسي في نيجيريا  و مقره في زاريا و السوكوتو  وحالات مشابهة في جزر القمر وحرق الكتب في السودان نتيجة منازعات حول تواجد كتب تسب الصحابة في معرض الكتاب 2006 الى توقعات بحدوث  حرب أهلية ففي غامبيا يذكر عثمان بن محمد مؤسس المركز الإسلامي للتقريب بين المذاهب  عن حصول ازمة قادت الحكومة الغامبية الى  اعتبار المذهب الشيعي غير قانوني معتبرا أن الأزمة بلغت إلى حدود الحرب الأهلية   إلى حالات التفكك الأسري حيث حالات الطلاق بسبب تشيع الزوجة و رفع الدعاوى القضائية   ونستحضر هنا نموذجين لتشيع من خلال جولة نيجيريا والسنغال