lundi 9 juin 2014

افريقيا الحديقة الخلفية

كتبها : زكرياء الزوادي 


مدخل 
يقول فيرنا ند برود يل صاحب تاريخ قواعد الحضارات مبينا الدور الأساسي للجغرافيا في تشكيل الحضارات المختلفة  *إن الخرائط هي التي تروي القصة الحقيقة *  أو بتعبير كاتب روسي ابحثوا عن النفط ففي أي نزاع أو حرب لابد أن تشم رائحة النفط أو مصدر للطاقة في إطار سياسة حروب الخامات أو سياسة الموارد بتعبير مايكل كلير صاحب كتاب الحروب على الموارد .
إفريقيا كانت و ما زالت تمثل الدورادو  الثروة  حيث النحاس الألماس الذهب الغاز الطبيعي البترول الفوسفات الخشب   جعلها محط أنظار على مر التاريخ  من عهد التجار الكبار الفنيقين والقرطاجيين إلى الرومان دهاة السياسة الكبار إلى العصر الإسلامي إلى عصور المركنتيلية الأوروبية فالامبريالية وعصر الاستعمار والاستعمار الجديد  نيو كولونيالية حيث تنافس النفوذ بين دول الاستعمار  الكلاسيكية و القوى الصاعدة  و الحديثة بالمنطقة كإيران إسرائيل والصين  مثلا .
   و من ثم فان اي تفجر أي صراع مهما كان صغيرا سوف يولد بشكل تلقائي البلد إلى خطر التدخل الخارجي  فإننا نجد حرصا لدى القوى العظمى في خلق حدائق خلفية وسرية  لسياساتها الإستراتيجية الآنية والمستقبلية تكون فيها الدول المالك للثروة الطاقية  حليفة لها اذ ان كل دولة لاتقوم بفعل الاستبصار و ليست استراتيجيات واظحة تسير عليها فانها تقع في فخ التبعية . لهذا جاء عنوان العرض افريقيا الحديقة الخلفية لحتمية سقوطها في فخ التبعية منذ عقود لذللك استعرنا كلمة
 بمعناها الحرفي الحديقة الخلفية باعتباره مصطلحا مهما  في الأدبيات السياسية  يدل علىHinterland   المناطق التي يبرز فيها تاثير الدولة  تتحقق فيها مصالح خارج حدودها كأن تكون بعض دول القوقاز حديقة خلفية لتركيا على سبيل المثال   ويحمل المصطلح خصائص مرحلية لها ارتباط  بتغير الأطر الثقافية والسياسية والاقتصادية والإستراتيجية   .
الأهمية الاقتصادية لأفريقيا
الاهتمام االأمريكي
مع انهيار الامبراطوريات الاستعمارية في افريقيا التي قامت على اساس مؤتمر برلين  الشهير وحصول غالبية الدول على الاستقلال السياسي خاصة مع مطلع الستينات بدا الصراع الاستعماري الجديد لتقسيم الثاني للقارة الإفريقية  بداية لمرحلة جديدة من مراحل الصراع الدولي  بأساليب و أدوات جديدة  فأصبحت القارة مستودع للمصالح الإستراتيجية و الاقتصادية من ناحية وميدان صراع من ناحية أخرى  لعبت فيه الولايات المتحدة الامريكية دور القيادة باعتبارها متزعمة العالم بعد الحرب الكونية  وبانية النظام العالمي الجديد . 
وتعتبر قارة أفريقيا قارة الكنوز المعدنية والمواد الخام الأولية لاستمرار الصناعة الرأسمالية بالإضافة إلى خامات زراعية مهمة كالكاكاو زيت النخيل والمنتجات الفلاحية القطن البن الفول الكروم الزيتون كما أن للقارة وزنا في تجارة أخشاب الغابات المدارية المطيرة في مجال الرعوي إنتاج عالمي من الصوف الماس بمعدل 98 في المائة من الانتاج العالمي و 80في المائة من النتاج العالمي للذهب +  النحاس  الفوسفات ونحو 6 في المائة من والثلت الاحتياطي العالمي من البوكسيت  وتتنتج نحو 4 في المائة من  الحديد إضافة إلى  اليورانيوم والكوبالت والحجار الكريمة خاصة بمنطقة البحيرات العظمى التي تحتوي إلى جانب ذلك شلالات الانجا  التي تكفي لسد حاجيات أفريقيا من الكهرباء إضافة إلى الكثافة البشرية التي يمكن أن تشكل سوقا قوية    
وتتضح أهمية الصورة التفصيلية للثروات القارة الإفريقية بالنضر الى عنصرين مهمين
1 أزمة الموارد الأولية في الرأسمالية المعاصرة  خاصة في السبعينات ما طرح قضية الأمن  الطاقي 
والحاجة الملحة للتزود بالمواد الحيوية يذكر هنا ان  وم ا من اكبر مستهلكي ومستوردي المواد  الخام لذللك فان وم ا   لاتحدد فقط مسالة التقدم التكنلوجي باستخراج الخامات و استهلاكها بل تحدد السياسة العامة للامبريالية تجاه الخامات و تحديد قواعد العلاقات الاقتصادية الدولية في العالم الراسمالي
2  الاستثمارات الخارجية في افريقيا  تركز بالاساس على الصناعات الطاقية تترتكز غالبيتها في جنوب إفريقيا حيث حوالي 400 شركة أمريكية بمختلف إشكالها  القروض التمويل  صناعة النفط السيارات ...
ويمكن القول ان السياسة الامريكية في افريقيا تدمج خليطا معقدا من الاجرائات يتعلق الامر بالضغوط السياسية و التدخل لدى حكومات الدول و الضغوط الاقتصادية القائمة على مبدأ الحق  في المصادرة والتأميم و اتباع سياسة عدائية بتحريك الانقلابات و حتى التدخل العسكري المباشر  تتعاون فيه الشركات  الامريكية مع   حكوماتها  من ذالك ما أعلنته صحيفة الغارديان في عددها 2011/10/03 بمقالة تكشف اسرار للسياسة الامريكية استنادا إلى  وثائق تم تسربها تفيد ان شركة شال الامريكية  
  التي  تمتلك حق التنقيب في 400مليون فدان حول العالم الأمر الذي يجعلها تسيطر على مساحة أكبر من أي من الـ 146دولة في الأمم المتحدة    . قامت بتمويل حركات مسلحة في نيجيريا سنة 1994  لقمع مقاومة التي لقيتها من الاهالي لتلويثها لدلتا النيجر  وتم قتل ألاف من الأشخاص  وتم رفع دعاوى قضائية لهذا الغرض  ونددت بهذا منضمة العفو الدولية وهيومان رايس ووتش معتبرين ان الشركات النفطية في منطقة الدلتا لا تتوفر على السلامة البيئية  و زار محققو هيومان رايس  دلتا  النيجر 1997  و اعتبرو ذللك   مأساة إنسانية   وسجن اعضاء الوفود قبل ان تعرض قضاياهم .
بالاضافة الى ما تستقطبه هذه الشركات من العلاقات و الشخصيات السياسية حولها  من ناحية اخرى القنطرة التي يعبر منها رجال المخابرات  ومنضمو الحركات الانقلابية  و خبراء الثورات المضادة
  
                                                                              الاهتمام الإيراني والإسرائيلي بإفريقيا
 لا نرى أي حدود  في علاقات إيران مع الدول الإفريقية  الرئيس الإيراني احمدي نجاد نيويورك 2008
 
لم تعد أفريقيا محط نفوذ القوى الاستعمارية الكلاسيكية بل ظهرت على الساحة الإقليمية   قوى صاعدة  كإيران الصين إسرائيل  وسنقتصر في هذا المحور على ذكر العلاقات الإسرائيلية والإيرانية بالقارة السوداء والوقوف على الأهداف والوسائل لكل منهما
تعود فترة الاهتمام الإسرائيلي بأفريقيا إلى عهود متقدمة جدا تعود بنا إلى فترة ما قبل قيام الدولة   مقصد هنا فترة الاستيطان الأوروبي نضرا لوجود سمات مشتركة بين الفكريين دلك أن الاستيطان الأوروبي بني على أساس أفكار التفوق الوراثي و الثقافي و الثقافي للحضارة الغربية حق الرجل الأبيض في نقل الحضارة إلى أفريقيا و أسيا  كما يرى كروسمان   .
الفكرة الصهيونية نشأت كذلك في نفس الإطار الأيديولوجي تقريبا إذ سعى منضرو الصهيونية إلى  وضع مشروعهم في إطار العلاقة بين الامبريالية والعنصرية \ السامية \   وهناك نزعة كاملة في الفكر الصهيوني لقصر عبارة اليهودي على اليهودي الأوروبي الاشكناز  و جهود الاستيطان الصهيوني ارتكزت بالأساس على يهود أوروبا   وحتى يكون هناك  توافق مع فكرة الامبريالية الرجل الأبيض   قال هرتزل  \ \  إن إقامة الدولة اليهودية  هو إنشاء جزء من الحائط للدفاع عن أوروبا و أسيا  و قاعدة أمامية للحضارة ضد الهمجية \ .
أفراد الطائفة اليهودية في جنوب أفريقيا يقدر سنة 1945 ما يزيد عن 105.000 ارتفع إلى 120.000 بعد خمسة أعوام  يسيطرون على صناعة الملابس السينما الزراعة البطاطس والذرة  هذا الوجود أسس وجوده مند 1895 بتأسيس هيئة الاتحاد الصهيوني لجنوب أفريقيا ثم هيئة نواب يهود جنوب أفريقيا 1912 و ساهمت حسب بن جوريون بعدد مهم أكثر من أي دولة أخرى في حرب قيام دولة إسرائيل  .
ويمكن الحديث بهذا الصدد عن علاقات أفريقيا مع إسرائيل التي تميزت بتقلبات حادة على مدى 50 سنة مع تحول سياسات صناع القرار الإسرائيلي و تمركز أفريقيا في سياسات إسرائيل التي عرفت اوجها في الستينات من القرن العشرين الى قطع العلاقات في السبعينيات اثر العدوان  على مصر و نتيجة نضج حركات التحرر إذ أضحى  الغرب الذي يعد بالديمقراطية قوة تحتل أراضي افريقية فبادرت أوغندا إلى قطع العلاقات مع إسرائيل وتبتعها سبع دول أخرى    إلى فترة الانفراج في العلاقات  بعد اتفاق أوسلو 1993 في النرويج . كانت الثغرة الأولى هي التدخل  لبناء الجيش الزائيري , وايفاد مستشارين عسكريين الى زائير لتدريب سلاح البحرية . الثغرة الثانية في ليبيريا عام 1983 عندما أعلنت عن إعادة علاقاتها مع إسرائيل وبرر وزير خارجيتها هذه الخطوة بان ليبيريا مقتنعة أن استمرار عزل إسرائيل يشكل عقبة أمام السلام في الشرق الأوسط , وان أسباب قطع هذه العلاقات خلال حرب 1973 لم تعد قائمة ,لحقت بهما ساحل العاج والكاميرون والتوغو ثم كينيا بنهاية عام 1988 بعد اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بالقرارين 242- 338 , لينفرط عقد السبحة وتثبت إسرائيل أقدامها في القارة خاصة بعد التطورات السياسية التي عصفت بالمنطقة والعالم فيما بعد أهمها حرب الخليج ومؤتمر مدريد واتفاقيات السلام الإسرائيلية العربية , إضافة إلى تدهور وانهيار المعسكر الاشتراكي .
 وتم إعادة الروابط الرسمية بل ان التمثيل الدبلوماسي شهد تطورا كبيرا
من 6 بعثات 1960 الى الى 23 بعثة 1961 الى 32 بعثة 1972 و ارتفع بعد كامب ديفيد  و أوسلو إلى صارت العلاقات الدبلوماسية بين إفريقيا وإسرائيل تضم علاقات مع 42 دولة افريقية 
يلحظ مدى التخطيط الاستراتيجي المهم لسياسات إسرائيل حيث سعت  مبكرا إلى إقامة علاقات مع دول أفريقيا  منذ استقلالها اتخذت الخطوات الأولى منتصف   1950
وبالضبط سنة 1957 تاريخ إنشاء سفارة الإسرائيلية في غانا  والتركيز على القاسم المشترك بينهما في الكفاح من اجل قيام  الدولة وما تطلبه من تضحيات وو................... 
 من خلال الهيئات الغير الرسمية مثل الهستدروت \نقابة التجارة \ والاشتراكية الدولية وتم تأسيس قنصلية في أكرا غداة استقلالها وأرسلت بعثات إلى عثرات الدول حديثة الاستقلال     و سعت إلى تعزيز الروابط مع دول جديدة في القارة قادتها جولدا مائير  لعدة اعتبارات 
1 - العدد الكبير للبلدان الإفريقية  التي تتمتع بحق التصويت في الهيئات الدولية خصوصا الأمم المتحدة يعني ان هذه الدول يمكن ان تحدث الفرق في رفض أو قبول عزل إسرائيل عن المجتمع الدولي                  2 -  القرب الجغرافي وما يتطلب العمل على التحالف مع الدول بوابة للشرق الأوسط وإقامة شبكة لأمن  إسرائيل
3- سوق جديد  لإسرائيل  كان بن  غوريون  صاحب نظرية تطويق  الشرق الأوسط  بإقامة تحالفات مع الدول الغير عربية, وتبدو إفريقيا هي السوق البديلة ليس فقط لاستهلاك السلع الإسرائيلية مادامت الأسواق العربية مقفلة في وجهها,
  لهذا سيتم العمل في شقين الدبلوماسية والتعاون التقني  جند لذلك عدد من الدبلوماسيين لهذا الغرض ووضعت تصاميم  لمشاريع التنمية اذ انه في سنة 1960    أرسلت   32 بعثة لدول افريقية تضمنت 1800 خبير إسرائيلي مختص في الزراعة الطب التعليم التنمية الاقليمية الاشراف على التداريب في داخل إسرائيل وخارجها  \  التعاون  العسكري + تجارة السلاح مع إثيوبيا و اوغندة والى حد ما مع غانا  الكودي فوار  و الزائيير     كما شهدت العلاقات التجارية تطورا ملحلوضا  اذ بلغت 57 مليون  دولار فقط في سنة 1972  من روابط تجارية  ارتبطت بشركات مهمة كشركة
               و مشاريع خاصة كشركة Solel boneh .  mekorot .  zim .
Yekutiel   .    fedrman
تحتل جنوب أفريقيا المركز الأول في علاقات "إسرائيل" التجارية مع أفريقيا تليها مصر وكينيا، مع ظهور دول أفريقية كمصدر للواردات الإسرائيلية مثل الجابون دون ظهورها كسوق للصادات، في حين تظهر دول أخرى كسوق للصادرات الإسرائيلية مثل: موريتانيا - تنزانيا دون أن تكون مصدراً للواردات الإسرائيلية   وتأتى مجالات الاستثمار المشترك مع رأس المال الغربي في مجالات استخراج القصدير في الكاميرون، الكروم في سيراليون، الكوبالت في الكونغو الديمقراطية، البوكسيت في الكاميرون، الرصاص والزنك في الكونغو، وهو ما يفسر اهتمام "إسرائيل" البالغ بالأسواق الخارجية ومنها الأسواق الأفريقية
شركات المرتزقة: ومن أبرز هذه الشركات: شركة ليف دان وشركة الشبح الفضي حيث يخشى الرؤساء الأفارقة من قواتهم المسلحة نفسها، ومن ثم يلجأ العديد من هؤلاء الرؤساء إلى تكوين ميليشيات قبلية لتأمين أنفسهم، حيث تتولى شركات المرتزقة الإسرائيلية تدريب وتسليح الكثير من هذه الميليشيات، وفي الكونغو على سبيل المثال، قامت شركات مرتزقة إسرائيلية بتدريب وتسليح الحرس الخاص بالرئيس السابق دينيس ساسو نوجوسو، في حين تعاقد خلفه ليسوبا مع شركة ليف دان الإسرائيلية لتدريب وتسليح ميليشياته من الزولو الجنوب أفريقيين، أما غريمهم الثالث برنار كولايلاس فقد تعاقد مع شركة مملوكة ليهود لتدريب وتسليح قواته التي أسماها النينجا.
 
أما الشركات التي تتولى تنفيذ المخططات الإسرائيلية في أفريقيا: ومن أهمها شركة بول باريل للأسرار، وشركة آباك وهما شركتان فرنسيتان مملوكتان لعناصر يهودية، حيث تتبنى "إسرائيل" سياسة تهدف إلى إشعال وتصعيد الصراعات في أفريقيا، وذلك بهدف إسقاط أنظمة تسعى للتقارب مع الدول العربية من ناحية وإحكام السيطرة السياسية والاقتصادية الإسرائيلية على هذه الدول من ناحية أخرى، وليس خافياً في هذا المقام الدور الإسرائيلي في تصفية الرئيس الكونغولى لوران كابيلا الذي بدأ حكمه بتحجيم الوجود الإسرائيلي في الكونغو، ومحاولة تعظيم العلاقات مع الدول العربية.
الى جانب الدور الذي تلعبه القوة الناعمة  لإسرائيل  هذا المصطلح الذي ابتدعه جوزيف ناي  للدلالة على قوة الجذب للدولة والتاثير في الاخرين باعطاء المثال والقدرة الهائلة على الاستقطاب والذي تم العمل به منذ البداية من خلال أجهزة البروباغندا  العملاقة . وسنركز هنا بالخصوص على مشروع ماشاف  كبرنامج للتعاون و التنمية مند 1958 التابع  لوزارة الخارجية  يشرف على تقديم المساعدات الدولية  وتلميع صورة إسرائيل الملطخة  إذ قامت غولدا مائيير بزيارة ليبيريا غانا  نيجيريا والكوديفوار و أبدت تعاطفا   مما تعانيه هذه الدول من الفاقة والأمراض  و تم تاسيس مستشفى  لهذا الغرض ومند انشاء برنامج مشاف و خبراء التنمية الإسرائيلية يحجون الى بلدان التحالف من خبراء الزراعة و الطب الاجتماع وأساتذة الجامعات تم التركيز أيضا على ادارة الموارد ودعم المشاريع  الصغيرة  وإقامة دورات تدريبية بإشراف إسرائيلي + إقامة البنية  التحتية من طرق وكهرباء و الاهتمام بالحاجيات البشرية من امن غذائي وصرف صحي والاهتمام بالمياه + الاهتمام بقضايا المرأة   و تم إقامة مؤتمر للمرأة سنة 2005  يتناول قضايا الهجرة والمساواة  والتجربة الإسرائيلية في التعليم  
ويمكن الحديث ايضا عن عدد من المؤسسات التي بتلميع الصورة و إعطاء مظهر الدولة القدوة كمؤسسة تيكون اولام     التي تقوم بتحفيز المنضمات اليهودية في العالم   للإنفاق لمساعدة الدول المتخلفة في أفريقيا        و       أندية شالوم      
 
 
النفوذ الإيراني في أفريقيا الايديولوجيا في خدمة السياسة
منذ تنصيب الرئيس احمدي نجاد قال في احد الخطابات بنيويورك 2007    لا حدود لتوسيع علاقاتنا مع دول أفريقيا  ومند تنصيبه وإيران تنشط بقوة في تعميق اللاحدود في العلاقات مع أفريقيا  فما هي الأسباب الداعية لذلك وما هي الأسس  التي تتموضع حولها  السياسة الإيرانية في إفريقيا
إفريقيا هدف مهم في السياسة الخارجية لاحمدي نجاد  تدل عليها الزيارات التاريخية باعتبارها سابقة عهدها لعدد من كبار المسؤولين في الهرم السياسي الإيراني بمن فيهم المرشد الأعلى و الرئيس نفسه  حيث صرحو في 2009 انهم مستعدون لمساعدة البلدان الإفريقية والاتحاد في مواجهة ما اسموه بالاضطهاد الغربي  وتعددت الصور التي تعطي  فيها إيران صورة المساعد الاقتصادي المتطلع إلى دور اكبر مستقبلا في علاقاتها الإفريقية .
ايران تهتم بالخصوص بدول وسط إفريقيا خاصة دول القرن الإفريقي التي تعتبر ضمن المخطط الاستراتيحي الشمولي لإيران يطمح الى نشاط سياسي واقتصادي وعسكري  من خلال
1 خلق نفوذ سياسي بالمنطقة
2 تحسين العلاقات الاقتصادية   حيث دعا  نائب وزير الخارجية للشؤون الإفريقية  محمد رضا باقري   القطاع الخاص إلى تكثيف نشاطها  بإفريقيا وعقب وزير الخارجية منوشهر  متكي \ان  الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتكنولوجيتها وتجاربها إلى جانب الثروة الطاقية والمنجمية  بإمكانها خدمة مصالح الطرفين  \
3 سياسة المد الثوري الثورة الإيرانية  أو مايسميه احمدي بالمهمة الثورية العالمية  اذ عبر في خطابه الذي لبقاه بمدينة مشهد غشت 2009 ما نصه \ ان هذا العهد هو عهد بروز الامام المهدي ... وعلى جهودنا ان تتكاتف من اجل بناء ايران وابلاغ رسالتنا الثورية الى العالم كله \
      global revolutionary mission
4 التواجد الإيراني بالبر والبحر والممرات البحرية الحيوية 
5   الاستفادة من الترسانة العسكرية لتحقيق نفوذ سياسي و اقتصادي وإقامة شراكات مع دول إفريقيا في مجال الزراعة و بناء السدود  و محاولة التزويد بالسلاح في مناطق التوتر كالسودان وغزة  واستطاعت  تعزيز  علاقات مع اليمن من خلال  رسو البوارج الحربية في ميناء  عدن  لحماية سفنها من القرصنة  .
و سنركز في هذا المبحث على المد الأيديولوجي الإيراني لأفريقيا و المتمثل في فكرة التشيع و خلق نخبة فكرية بمرجعية شيعية تستطيع من خلالها كسب الكثير في المستقبل على غرار ما كانت تفعله فرنسا من  خلال علاقة الأبوة  بينها و النخبة الإفريقية التي درست في فرنسا وتشبعت بإيديولوجياتها لتخدم مصالحها مستقبلا .    تعود جذور هذا المد الأيديولوجي في إفريقيا إلى  انتصار الثورة الإيرانية الذي يعتبر منعطفا هاما في تصدير ثقافتها الى شعوب العالم بناء على ما أسمته  بالثورة الثقافية و انشات المجلس   الأعلى للثورة الثقافية يضم مجموعة هائلة من المؤسسات  الثقافية و الإعلامية التي تعمل على نشر المذهب الشيعي و التعريف به  في البلاد الإسلامية وغيرها  إضافة إلى ما يقوم به مركز الابحاث العقائدية التابع لمرجعية السستاني  بدور إعلامي هام بالبحث عن المواقع المعادية للشيعة و استقطابها الى الحوار    +    متابعة أهم الصحف والمجلات والمنشورات الناشرة لمواضيع التشيع  في 25 دولة + تنضيم مقالات علمية حول مذهب  آل البيت + انشاء الشبكة العالمية لمركز الأبحاث العقائدية  مختصة بالأبحاث العقائدية و المسائل الخلافية  يزورها الاف الاشخاص يوميا من دول العالم  و يقوم مركز الأبحاث العقائدية بنشر و إرسال كتب  رد الشبهات مجانا في شتى بقاع العالم  وبالتحديد أكثر من 100 دولة في العالم  . ونشير هنا الى دور كل من العنصر اللبناني ممثلا في الجالية اللبنانية في افريقيا و العنصر العراقي ممثلا ف الرحلات العلمية و العنصر الخليجي ممثلا في الدعم المالي و العنصر الكويتي ممثلا في مؤسسة عصر الظهور حيث تقوم بدور هام في نشر رسالة التشيع  بصور متباينة  .  اضافة الى الجهود الداخلية لنشر التشيع من بناء المدارس والمساجد والحسنيات والجامعات  والجهود الخارجية ممثلة الممثلة في استقطاب الطلبة في العالم للدراسة في الجامعات الايرانية  و الحوزات العلمية  كما يشكل موسم الحج فرصة للتواصل ونشر الفكر  من خلال الكتب التبليغية بمختلف اللغات
كل هذه المجهودات كان لها اثر واضح على البلاد الإفريقية منها تعرض مبدا الامن الروحي و وحدة العقيدة لهزات منذ عودة الطلبة الشباب من ايران بفكر جديد  و ما خلفه رد فعل الاهالي من حرق المركز التشيع الرئيسي في نيجيريا  و مقره في زاريا و السوكوتو  وحالات مشابهة في جزر القمر وحرق الكتب في السودان نتيجة منازعات حول تواجد كتب تسب الصحابة في معرض الكتاب 2006 الى توقعات بحدوث  حرب أهلية ففي غامبيا يذكر عثمان بن محمد مؤسس المركز الإسلامي للتقريب بين المذاهب  عن حصول ازمة قادت الحكومة الغامبية الى  اعتبار المذهب الشيعي غير قانوني معتبرا أن الأزمة بلغت إلى حدود الحرب الأهلية   إلى حالات التفكك الأسري حيث حالات الطلاق بسبب تشيع الزوجة و رفع الدعاوى القضائية   ونستحضر هنا نموذجين لتشيع من خلال جولة نيجيريا والسنغال .
.
 
 
.
 
 
 
المراجع   
 *jeune  Afrique  09/09/2009 Nicolas Michel. Le grand retour d'Israël en Afrique . 
* the Africa institute .american jewish committee .the Harold school .tel aviv university.   Israel and Africa  assessing the past envisioning the future  .   2006

*Jason Warner . Iran's troubled foray into Africa .   CNN world

 

*Intelligence and Terrorism Information Center.Iran’s activity in East Africa, the     gateway to the Middle East and the
African continent  . July 29, 2009
*The guardian John Vidal    Shell oil paid Nigerian military to put down protests, court documents show     3/10/2011

 

*مجموعة من الباحثين . التشيع في إفريقيا تقرير ميداني . مؤسسة الإسلام اليوم . الطبعة الأولى الرياض 2010 م
*ريتشارد ستيفر  . عبد الوهاب المسيري   . اسرائيل و جنوب افريقيا  .وزارة الاعلام المصرية .كتب مترجمة رقم 764
*عوض عثمان  التدخل الاجنبي الامريكي و الفرنسي في شمال ووسط أفريقيا  .معهد الانماء العربي 1989


  
 
 



dimanche 13 avril 2014

حرب تطوان محاولة تركيب 1860-1859

 كتبها : زكرياء الزوادي


ميز اسبانيا القرن التاسع عشر تراجعها التاريخي  الكبير , هذا التراجع تمثل في انحسار المجال الحيوي التابع لها الذي بلغ اوجه في القرن السادس عشر و السابع عشر الميلادي حيث بلغ امتداد مجالها الى ثلاثة قارات . ويمكن تتبع هذا الانحسار تدريجيا خاصة ما بعد الثورة الفرنسية وتعرضها للاحتلال في اطار سياسة نابليون المتوسطية بعدما كانت لوقت قريب حليفة له , ثم احداث استقلال مستعمراتها في امريكا اللاتينية "ففي الوقت الذي كانت فيه الدول الاوروبية منشغلة بالهيمنة خاصة فرنسا و بريطانيا كانت اسبانيا تفقد تفقد مستعمراتها الامريكية تباعا  وتتحول تدريجيا الى لقوة متوسطية "  [1]



و لاشك ان هذا الانحسار المجالي كانت له عواقب اقتصادية وخيمة سيما ونحن نتحدث عن دولة ارتبط اقتصادها تاريخيا بالفكر المركنتيلي للقرن 16م و هذا الانحسار المجالي  في واقع الامر يعني مباشرة خنق شرايين النمط الاقتصادي وبالتالي ترتب عواقب وخيمة و مباشرة على الميتروبول الاسباني الذي لا تمثل له مصدر ثروة تغدي النمط المركنتيلي السائد فقط و انما تحل معه مشاكله الداخلية عن طريق حركات الهجرة الى المستعمرات [2] و هذا التراجع وكما سلف" افقد اسبانيا مصدرا رئيسيا للموارد الاولية و اسواقا لمتنوجاتها اضرت مصالحها في القطاع الصناعي و التجاري"[3] .

على الصعيد السياسي . كان من ابرز المشاكل التي واجهتها اسبانيا في القرن 19م مشكلات الاستقلالات الذاتية الرافضة للاندماج في النظام المركزي الاسباني  "يضاف الى ذلك مشكل احياء اللغات و الثقافات ألمختلفة[4] نذكر منها النهضة الفكرية لحركة النهضة الكتلانية بعد سنة 1830 م "[5] و الحرب الاهلية الطويلة 1833 الى 1840م . و ارتبط كلا الحدثين اساسا بالتغيرات الاقتصادية الطارئة بعد انحسار مجالها الحيوي وكرد فعل على الاصلاحات اللبيرالية الجديدة "والتي اوصت بها بريطانيا "   التي شملت تداول اراض الكنيسة مثلا .. الادهى من ذلك دخول البلاد في سلسلة من الانقلابات العسكرية اضعفت حكم الملكة ايزابيل الثانية لاحقا .لكن من الانصاف القول انه وبالرغم من ذلك قد حاول جيل من الاصلاحيين الطامحين الى اعادة احياء الامبراطورية الاسبانية و على رأسهم اودونيل حيث شاركو وقاتلو على عدة جبهات  في الفيتنام المكسيك  هايتي ... بائت كلها بالفشل .لذلك يرى د عبد الرحيم برادة انه وفي هذا الاطار اصبح سؤال الاحتلال و المطالبة باحتلال اراضي جديدة اكثر قربا من المتربول لسهل التحكم فيها  , فكيف تم ذلك سيما في ضل تغير القوى الدولية على ساحة القرن 19م لصالح بريطانيا العظمى و فرنسا و في ضل الوضع الخجول لاسبانيا ؟ و ما هي الركائز التي اعتمدت عليها الحكومة الاسبانية في غزوها للمغرب ؟ بدى واضحا من خلال ما سلف ان فكرة الغزو اصبحت مسالة حتمية لاسبانيا , في ضل ذلك عملت الحكومة الاسبانية الى احتلال الجزر الجعفرية سنة 1848 م  و فض الحصار المضروب على سبتة ومن ثم اختلاق الذرائع لإعلان  الحرب على المغرب 1859م فبعدما "احكمت مكيدتها و ضمنت حياد فرنسا و انجلترا[6] جمعت حكومة مدريد 50000 جندي اعترضتها قوة نظامية لا تتعدى 5000 و 600 جندي "[7] ,لمناقشة الركائز التي استندت اليها الحكومة الاسبانية في غزوها  للمغرب سنقسم تحليلنا الى ثلاث نقاط رئيسية .

    1 – احياء الصراع الحضاري  بين الامتين من خلال بعث قوالب كلاسيكية تمثلت في ثنائية الصليب و الهلال و من خلال الدلالة الرمزية للملكة باستعدادها لبيع جواهرها في سبيل هذا الغزو  مذكرة بصنيع الملكة ايزابيل الاولى  1474/1504م حين اهدت جواهرها لخدمة مشروع الاكتشافات الجغرافية , و ينبغي لنا في معرض هذ الحديث ان لا نزيغ عن الوضع الداخلي للبلاد الذي تم استثماره بذكاء من خلال استدعاء احد العناصر المؤسسة للهوية الاسبانية الحديثة التي قامت على مشروع  حروب  الاسترداد التي توحدت بفضلها لاول مرة الممالك الاسبانية . لذلك  فقضية احياء الصراع الحضاري تأتي في المقام الاول رغبة في حل و تصريف المشاكل الداخلية  , نقرأ في هذا الصدد لبنيتو بيريز صاحب عيطة تيطاوين مايلي "جعل ذهاب الاسبان الى المغرب بمثابة الغذاء الصحي و المقوي للراي العام في الداخل  و قد اضهر اودونيل حنكة في ذلك , كان يقلد نابليون الثالث الذي كان يجد في المجد العسكري وسيلة للتالف الوطني و عقيدة تنضبط له النفوس  ... "[8]


2-  اعلاميا  عطفا على ما ذكرناه سابقا قامت الالة الاعلامية الاسبانية بدور مهم في هاته الحرب رافعة شعار غسل شرف اسبانيا من العار[9]  من خلال بث شعارات شوفينية و اناشيد الحماس القومي , و اخرى اتخذت طابعا مسيحيا .

3 – دبلوماسيا عملت الالة الدبلوماسية على ضمان حياد بريطانيا و فرنسا و حق انفرادها في الصراع مع المغرب لفترة محدودة


[1] يوميات شاهد على حرب افريقيا ترجمة عبد السلام المرابط .منشورات ليتوغراف طنجة 2001 ص 13
[2] راجع مقالنا بهذا الصدد تشريح الامبرالية على نسق ميلاني كلاين 
[3] راجع برادة عبد الرحيم اسبانيا و المنطقة الشمالية المغربية الجزء الاول . افريقيا الشرق 2007 ص 75
[4] نفسه ص 22
[5] راجع  ايف لاكوست الجغرافيا السياسية للمتوسط ترجمة: د. زهيدة درويش جبور منشورات كلمة ابو ظبي الطبعة الاولى ص 121  
[6] راجع بهذا الخصوص خالد بن الصغير المغرب و بريطانيا العظمى في القرن 19م
[7]   العروي عبد الله مجمل تاريخ المغرب. المركز الثقافي العربي الدار البيضاء طبعة 2009.  ص 560.

[8] يوميات شاهد على حرب افريقيا ترجمة عبد السلام المرابط .منشورات ليتوغراف طنجة 2001 ص 16
[9] انضر ميكل مرتين الاستعمار الاسباني في المغرب . ترجمة عبد العزيز الودي .
منشورات التل الرباط 1988 الطبعة الاولى ص 13