vendredi 2 janvier 2015

العالم بعد مرور مئة عام على الحرب العالمية الاولى 1914-2014 مقاربة لإمكانية الصدام او التقارب بين و.أ.م و الصين نموجا

                                                                                                                                                                                                                                             The world after the centenary of the First World War 1914-2014  Approach to the possibility of a clash or a convergence between  USA  and China as an example  
   



  كتبها زكرياء الزوادي                                                                                         By zakaria zouadi 




بحلول السنة الميلادية الجديدة 2014 خلد العالم ذكرى مرور مائة سنة على مرور الحرب العالمية الاولى 1914 .الحرب التي خلفت عشرون مليون قتيل وقضت على جيل بكامله من الشباب , بجانب كونها سببا في تغير جذري طال أوروبا و العالمفي الواقع لم تتوقف اثار الحرب العالمية الاولى على ازهاق الارواح فحسب بل كانت وراء اسقاط  ثلاث امبراطوريات تاريخية  . المانيا , النمسا و المجر , و  الحكم العثماني , قادت نتائج الحرب الى قيام الثورة البلشفية 1917 .مهد ذلك لصعود الفاشية وايدلوجية الصراع التي ستهيمن على القرن العشرين .

 التشابه الأكثر اثارة للقلق


حسب  الكاتبة المرموقة مارغريت ماكميلان في كتابها الجديد الحرب التي انهت السلام "فأنه من المغري و المثير اليوم مقارنة علاقة الصين و الولايات المتحدة بعلاقة المانيا و بريطانيا في القرن الماضي "[1]  في نفس السياق نشرت مجلة الايكونميست في افتتاحيتها للسنة الجديدة مقارنة على نفس النسق مستهلمة نهج الواقعية التاريخية لإسقاط عالم  ما قبل 1914 على  عالم 2013  يقول نص المقال "الولايات المتحدة الامريكية اليوم هي بمثابة بريطانيا الامس .  القوة العظمى المشرفة على الزوال و الغير القادرة على ضمان الامن الدولي "[2] ,حسب نص المقال ايضا فان  "الصين تلعب دور المانيا(دائما في معادلة 1914.2013  ) باعتبارها القوة الاقتصادية الحديثة و المثخنة بالسخط الاجتماعي الداخلي فضلا عن تقدمها السريع في بناء قوتها العسكرية "[3] , هذا النهج التاريخي الذي يبلغ حد الحتمية مع الاستاذ جون ميرشايمر من جامعة شيكاغو وواحد من اهم المنتسبين للواقعية الجديدة في العلاقات الدولية  فمن خلال مقاربة تاريخية لظاهرة صعود الولايات المتحدة الامريكية التدريجي منذ الاستقلال "حيث وجدت نفسها محاطة بالانجليز و الاسبان فضلا عن الاراضي المسيطر عليها من قبل   القبائل الاصلية المعادية و الممتدة بين جبال الابلاتش و نهر الميسيسيبي ...   "[4] فمن خلال عقدة الخوف هذه اذا جاز لنا التعبير يمكن القول وحسب ميرشايمر ان صناع السياسة الامريكية عملو جاهدين على دحر هاته القوى و  تبوأ الوصول الى القوة الاقليمية .واستطاعوا توسيع الحدود الامريكية من الاطلنتي الى المحيط الهادئ .من أجل ذلك حاربت الولايات المتحدة على هاته الجبهات تدريجيا فدخلت في حرب مع المكسيك ثم دخلت الحرب ضد عدد من القبائل سالفة الذكر فاقتطعت لنفسها اراضي جديدة ضمتها  الى ترابها الاقليمي , بعد ذلك ينتقل  بنا الاستاذ  الى القرن 19 م حيث لن ينصب اهتمام  صناع السياسة الامركية بالهيمنة الاقليمية بل كذلك بدفع الاوروبين الى النصف الغربي من العالم يقصد بذلك   الامبراطوريات الكلاسيكية للمرحلة , وهو ما تحقق مع مبدأ مونورو الذي اقره الرئيس الامريكي جيمس مونرو سنة 1823م . وبحلول سنة 1898 م استطاعت الولايات المتحدة الامريكية دحر اخر امبراطورية كلاسيكية في المنطقة  وبالتالي التمكن من ريادة المنطقة كقوة اقليمية .يستمر هذا الصعود  الامريكي الذي سيعرف ذروته في القرن العشرين الذي لعب دورا اساسيا في ما أسماه الاستاذ جون " بتفكيك و دحر   كرد فعل على  اي طموح صاعد  للهيمنة "[5] على اساس ذلك تدخلت في الحرب العالمية الاولى سنة 1917 م   "حينما بدت المانيا   على وشك تحقيق النصر و بالتالي تحكم اوروبا "[6]   نفس الشيء ينطبق على تعامل الولايات المتحدة الامريكية مع  الحرب العالمية الثانية  و مرحلة الحرب الباردة , حيث ستتدخل  لوقف الطموح الامبريالي الياباني في اسيا و الالماني في اوروبا . لتعمل الالة الدبلوماسية الامريكية بعد 1945 م سنة انتهاء الحرب على ابقاء كل من اليابان و المانيا ضعيفتين عسكريا . من جهة اخرى عملت على منع الاتحاد السوفياتي من السيطرة على اوراسيا . يبدو ان الغرض من هذه المقاربة التاريخية للأستاذ جون كما اسلفنا في سياق التقديم هو عطف نوع من التقارب في الصعود الامريكي  التدريجي الامس و ما بين الصعود الصيني اليوم حيث تعمل هذه الاخيرة اذا ما سرنا في  نفس المقاربة التاريخية للموضوع على العمل من اجل ان تكون قوة اقليمية بداية كتلك التي استطاعت الولايات المتحدة تحقيقها في القرن 19م . لذلك تحاول الصين كما يرصد الاستاذ جون ميرشايمر ان "تعمق فجوة التفوق بينها وبين جيرانها و خاصة اليابان  و روسيا . ستعمل الصين على ان تكون الاقوى بحيث لا تمتلك  اي دولة في اسيا  الوسائل الكافية لتهديدها "[7] . فضلا عن رصدنا لمحاولة بناء  لأطروحة صينية وطنية قابلة للترويج في الخارج , ولعل هذا ما  يتمثل في كتاب الاستاذ ليو مينغ فو المعنون ب الحلم الصيني التي تستمد جذورها من عراقة التاريخ الصيني [8]
 وعلى نفس النسق يضيف  الاستاذ جون ان هذا الصعود الصيني سيأدي لا محالة الى دحر الولايات المتحدة الامريكية اجلا من المنطقة كما صنعت هذه الاخيرة مع الأوروبين في القرن 19م كما سلف معنا . ليخلص الى السؤال لماذا  لا ينبغي ان نتوقع ان تتصرف الصين كما تصرفت الولايات المتحدة الامريكية ؟
 
 


هل عالم اليوم 2014 مشابه فعلا لعالم 1914م ؟ .


يرى الدكتور جوزيف ناي ان عالم اليوم مختلف بصورة جذرية عن عالم الحرب العالمية الاولى , فبحسب رأيه السلاح النووي اعطى القدرة للدول على ان تكون اكثر حذرا من ذي قبل , ولعل هذا ما لوحظ  خلال الحرب الباردة وخاصة مع الازمة الكوبية ,بناء على هذا المعطى يرى الاستاذ جوزيف ان هذا المعطى الاخير باعتباره سلاح ردع سيكون عنصرا مؤثرا في العلاقة الصينية الامريكية لوجود عنصر التشابه بين الحالتين .عطفا على ما ذكر الاستاذ جوزيف فان عالم اليوم ينضر اليه على انه اضعف انتشارا من النواحي الايديولوجية مما كان   مما كانت عليه في 1914م حيث" كانت الحرب امرا حتميا لا يمكن تجنبه  حسب اراء الداروينية  الاجتماعية التي  رأت مسألة وجوب الترحيب بالحرب ,لأنها ستقوم بتلطيف الجو كعاصفة صيف كما كتب تشرتل ذات يوم   "[9]
بالرغم من   موجة الوطنية[10]  الصينية الاخذة في الارتفاع اليوم  و طموحاتها في اعادة صياغة و هندسة مجالها الاقليمي في المحيط الهادئ و هو ما قد نتعرض له في بحث اخر . فانا نلمس نوعا من التفاؤل العقلاني لذا الاستاذ جوزيف اذ يرى انه يمكن التقليل من الخطر الصيني من خلال الخيارات الساسية الرشيدة .فحسب نفس الكاتب فأن مجال و بواعث التعاون بين الولايات المتحدة و الصين متعددة وتشمل اكثر من مجال "الطاقة . الاستقرار المالي و التحديات المناخية ..."
على نفس  هذا النسق تقول   الاستاذة مارغريت في مقدمة كتابها الحرب التي انهت السلام  "من السهل القول ان الحرب 1914 كانت امرا حتميا ما كان بالإمكان تجنبه , لكنه يضل تفكيرا خطيرا  ... عالم اليوم يواجه تحديات شبيهة بعالم 1914 بعضها ثورية او   ايديولوجية ك صعود الجماعات الدينية المسلحة او صعود موجات الاحتجاج الاجتماعية   . و اخرى متعلقة بالاحتدام الحاصل  بين صعود أو أفول أمم  كالصين و  و.م .أ   . ينبغي ان نفكر جليا كيف يمكن ان تقع الحرب  و كيف يمكن ان نحافظ على السلام ...كم كان سهلا و فجائيا انتقال اوروبا 1914 من السلم الى الحرب بعد خمسة اسابيع من اغتيال ولي عهد النمسا  "[11] لنعد مرة اخرى الى المقارنة السالفة الذكر التي تجعل من الصين  المانيا القرن 21م , لو تأملنا جليا هذه المقارنة نجد المانيا القرن 20م تفوقت صناعيا  فعلا من خلال نهضتها الصناعية الحديثة و المتطورة على بريطانيا , بينما ما نشهده اليوم  وفي ظل التغيرات الطارئة على مفهوم الحرب و المواجهة  فان  الولايات المتحدة الامريكية اليوم  تضل متفوقة بأشواط و اجيال  طويلة على الصين  اقتصاديا ,عسكريا , فضلا عن تفوقها الملموس في تعدد مصادر قوتها الناعمة
ولنتأمل على سبيل المثال عدد الطلبة الصينين في الولايات المتحدة الامريكية الذي بلغ برسم السنة الدراسية ل2013/2014
حوالى     235000 طالب على سبيل المثال [12] .ختاما اذا ما جاز لنا ان  نضع  خاتمة  لهذا البحث    فيجب الاشارة الى ان البحث لم يدخل بعد بداية الخاتمة  فالغرض من البحث هو   هو  تسليط الضوء على جدلية و.م.أ  و الصين  و نضيرتا  المانيا و بريطانيا  ومحاولة فهمها في سياقها التاريخي مع رصد لامكانات الصدام او التقارب بينهما .   






[1] joseph ney .1914 Revisited.project-syndicate JAN 13.2014
[2] Playing your role .from the opening of THE ECONOMIST .december25st2013-january 2014 .P15
[3] IBID P 15
[4] John J Mearsheiner . china unpeaceful rise . current history ;Apr 2006 ;105 ,690 ; P 161 
[5] IBID P 161
[6] IBID P 161
[7] John J Mearsheiner . china unpeaceful rise . current history ;Apr 2006 ;105 ,690 ; P 162
[8] Tom Holland . Rome undead . NEW STATESMAN  MAGAZINE 16-22 MAY 2014 . P 24
[9] Joseph ney .1914 Revisited.project-syndicate JAN 13.2014 . the nine paragraph
[10] nationalism
[11] Margret macmillan . The war that ended the peace ,how Europe abandoned peace for the first w war .first published in uk .profile books ltd 2013 . p xxii

[12]الاحصاء نقلا عن  Anthony Chang.Is Overseas Study Helping US-China Relations?.the diplomat .june 20.2014