mardi 1 janvier 2013

تركيا و الاتحاد الاوروبي




 كتبها: زكرياء الزوادي 







سنطرح في هذا المبحث سؤالا قد يبدو ساذجا في نضر البعض لكننا سنتبين خلاف ذلك , السؤال هو اين توجد

 اوروبا؟

كلمة اوروبا لم  تكن متداولة بمعناها الحالي عند الاغريق القدامى فالإغريق الاوائل  كانو يعنون بكلمة اوروبا الارض الرئيسية
Mainland
للدلالة  والتفريق بين اراضي ما وراء الجبال الباردة الفاصلة مع البرابرة , الرومان بدورهم لم يسستخدمو هذه الكلمة ولم توجد حتى في العصور الوسطى حيث برزت كلمة العالم المسيحي و طغت هذه النضرة على الخرائط في العصور  كم هو مبين في  

الصورة التالية   Tالوسطى  مجسدة في حرف




و القدس في الوسط .
وسنتون تشرتشل كان من المتحمسين لفكرة اقامة اتحاد اوروبي مبكرا  و اعتبر ان الفكرة الاولى تعود الى هنري نافار ملك فرنسا بدايات القرن 17  وذكر  تشرتشل في خطاب القاه عام 1948 ان هنري عمل جاهدا لتشكيل لجنة دائمة an في كافة المسائل arbitor تضم 15 زعيم دولة اوروبية اعتبرت بمثابة الحكم
المتعلقة بالدين نزاعات الحدود الاضطرابات الداخلية  و العمل المشترك ضد اي خطر من الشرق .  اضاف تشرتشل ان الشرق في ايامنا هذه يعني الاتراك . (23)
لا  يمكننا الاجابة  بسهولة  عن سؤال اين توجد اوروبا فالخرائط  متحركة كما هو معلوم, ومنذ الثورة الصناعية التي افرزت تناقضات ما يعرف بأوروبا  الحصان والعربة و اوروبا المحرك البخاري  و التي ستتفجر بصورة اكبر ما بعد  الحرب الكونية   فما كان يسمى بالشرق اصبح له دلالة جديدة في الحرب الباردة بعدما كان مقتصرا على دول اسيا  في الوقت نفسه غابت اوروبا كوحدة لصالح الشرق و الولايات المتحدة  و تغير بذلك المفهوم .
 لكن  التاريخ يكتبه المنتصرون و مهما حاول المؤرخون اعطاء تحديد لقارة اوروبا في سياق تاريخي يحضر بوعيه البشري اكثر من وعيه الجغرافي حيث نجد هجرات الامم  إلا ان هناك انتصارا من لدن صامويل على جعل الحدود الجغرافية لأوروبا بحصرها في الخط التاريخي الذي يفصل الاسلام عن المسيحية  فتنتهي اوروبا حيث تنتهي المسيحية ويبدأ الاسلام و الارتذوكسية  ويعلق عن ذلك "هذه هي الاجابة التي يحب الغربيون سماعها  و التي كرسها مثقفون و ساسة كثيرون "(24)  
لنعد الى عبارة ونستون تشرتشال الشرق في ايامنا هذه هي تركيا و نربطها  بمقولة ان اوروبا تنتهي حيث تبدأ تركيا او الاسلام  و يعود بنا هذا الطرح الى  استشعار لاشعور جماعي يحرك الاخر  في ازدواجيته  بين الميراث التاريخي  و العقلانية السياسية . و هو لاشعور جماعي تعيشه الحضارة الغربية عموما .
حيث تشكل تركيا كابوسا يشبه واقع هجمات قبائل الجرمان و الهون التي فككت الامبراطورية الرومانية  و اعتبار تركيا امتدادا للشرق الاسلامي  حيث عبر عن هذا التخوف الرئيس الفرنسي فاليري جسكار  مؤلف مسودة الدستور  ان قبول تركيا   سيكون بمثابة  نهاية للاتحاد الاوروبي (25)
Admission of turkey would be the end of the European union
كل ما سبق يدخل فيما سماه اوغلو بتطبيق استراتيجية الغموض   حيث يتم التعامل مع الملف التركي بنوع من البرودة  و الانتضار رقم اسبقية ملفها  فلا  يتم ضمها و لا يتم رفضها تماما  تشبه الى حد ما استراتيجية كيسنجر في انهاك العرب  حيث سيتفيد الاتحاد من الزمن المفتوح من تنازلات تركيا  وطمئنتها من حين الى اخر من خلال ضمها للاتحاد الجمركي  و التماطل المفتعل في النبش في قضايا حقوق الانسان و مجازر الارمن التي اعاد ساكوزي احيائها ليرد عليه اردوغان بماضي فرنسا الدموي في افريقيا   

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire